الاحتفال بمناسبة افتتاح المدرسة الروسية في بيت لحم
احتفلت وزارة التربية والتعليم العالي، والجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية في مدينة بيت لحم، يوم السبت 31/8/2014، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، والرئيس فلاديمير بوتين، بافتتاح المدرسة الروسية الثانوية.
![]() |
وحضر حفل الافتتاح الذي اداره الاستاذ عبد الحكيم ابو جاموس ، ونينا من السفارة الروسية ، نظم في ملاعب المدرسة ، وزيرة التربية و التعليم العالي د. خولة الشخشير , ممثلة الرئيس محمود عباس ، سيرغي ستيباشن رئيس هيئة المحاسبة لروسيا الاتحادية , رئيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية والدكتور حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة ، وزيرة السياحة و الاثار رولا معايعة ، اليكساندر روداكوف ممثل روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين ، اللواء جبرين البكري محافظ بيت لحم ، السيدة فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم ، د. فيكتور بطارسة رئيس البلدية السابق ، والمهندس زياد البندك مستشار الرئيس للشؤون المسيحية ، والبطريرك ثيوفيلس بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال فلسطين والاردن ، ولفيف من المطارنة ورجال الدين ، وداود مطر رئيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية في فلسطين ، ونواب المجلس التشريعي محمد اللحام ، وفايز السقا ، وهاني الحايك رئيس بلدية بيت ساحور ، والدكتور نائل سلمان رئيس بلدية بيت جالا ، ونسرين عمرو مديرة تربية بيت لحم ، والمهندس صالح رضوان مسؤول المشاريع في الرئاسة ، ووليد الخطيب مدير المدرسة الروسية ، وسيرجي شابالوف مدير المركز الثقافي الروسي ، والعديد اسرة التربية و التعليم ، و الوفد الروسي المرافق ، وممثلي العديد من مؤسسات المجتمع المدني ، وعشرات من طلبة المدرسة
وألقت الوزيرة د. الشخشير ، كلمة الرئيس محمود عباس , نيابة عن الرئيس ابو مازن فنقلت تحياته للحضور ، وللرئيس بوتين , وللحكومة وللشعب الروسي الصديق , وتمنياته للوفد بالتوفيق والنجاح , ورحبت باسم سيادته بدولة الصديق العزيز سيرغي ستيباشين , وبالسادة والسيدات الوفد المرافق , وبالحضور الكريم جميعا , و طيب الاقامة في هذه الارض المقدسة .
وقالت انه لمن دواعي سعادتي واعتزازي , ان اشارككم هذا الافتتاح , لهذا الصرح العملي التربوي العريق , معبرين لكم عن شكرنا و تقديرنا لكل القائمين عليه , شركائنا الاعزاء في جمهورية روسيا الاتحادية , وممتنين عاليا باسم شعبنا الفلسطيني لمثل هذه المبادرات المقدرة , التي تؤكد مجددا عمق علاقات الصداقة التاريخية الفلسطينية الروسية المؤيدة والداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية و السيادة و الاستقلال .
وأكدت ان روسيا ظلت وعلى مدى العقود الستة الماضية بالنسبة لشعبنا ولقضيتنا , عنوانا خفاقا للصداقة الثابتة , ووقفت منذ ايام البدايات الصعبة , حزبا وقيادة وشعبا معنا في كل اللحظات , وفي كل منعطف تاريخي واجهناه , وما اكثر الزيارات التي قامت بها القيادة الفلسطينية لموسكو , وفي جميع الحالات , كنا نزداد قوة و قدرة على مواجهة التحديات , بالدعم المتعدد الاشكال الذي لم تبخلوا به يوما على شعبنا وقضيتنا .
وقالت كنتم معنا دوما صديقا مخلصا لم يخذلنا , ولم يتوقف عن دعمنا , ونحن و شعبنا نقدر لكم ذلك ,ونشكركم من كل قلوبنا على مواقفكم معنا على كل الاصعدة , تلك المواقف التي تجلت في دعمكم المتواصل لإعادة اعمار وطننا وبناء مؤسسات دولتنا , وتوفير فرص التعليم والمنح الدراسية لآلاف الطلبة من ابناء شعبنا , وصولا لدوركم المقدر في الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين عضوا في المنظمة الدولية , وسنظل نحفظ جميل دعمكم في قلوبنا , وصداقتنا لكم ستتعزز باستمرار .
وأكدت ان هذه المدرسة تشكل حلقة في سلسلة من المشاريع الريادية المتوالية التي تدعمها وتمولها جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة , ونحن واثقون بان هذا الانجاز المتميز , هو تأكيد على عمق الشراكة و المستوى العالي الذي تشهده العلاقات الروسية الفلسطينية و بان الحكومة الروسية تولي منظومة التعليم الفلسطينية بكافة مكوناتها و عناصرها اهتماما ملحوظا , خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية و المادية , والبيئة المعنوية , وتنفيذ العديد من برامج التنمية المهنية , و كذلك المنح الدراسية التي تقدمها لطلبتنا و نامل ان يتضاعف عددها مستقبلا .
وأوضحت ان جذور الشراكة و التعاون بين فلسطين و روسيا تمتد عبر حقبة طويلة ومتواصلة من التفاهمات و العمل الجاد بين البلدين , من خلال قيام الحكومة الروسية عبر مؤسساتها المختلفة بتنفيذ حزمة واسعة من المشاريع التعليمية عالية الجودة , بهدف تدعيم البنية التحتية التعليمية الفلسطينية , وتوفير بيئة امنة تمكن الطلبة الفلسطينيين , من تلقي العلم بمناى عن المضايقات و الاعتداءات المتكررة بحقهم , و لا ننسى ما تقدمه روسيا كذلك لنا من دعم مالي لتنفيذ امتحان الثانوية العامة " التوجيهي " .
وأشارت الى ان مسيرة الاعمار والبناء المتواصلة لشعبنا , تؤكد للعالم بأسره , اننا وبكل المعاني الحضارية و الانسانية شعب حي , يحب الحياة , ويكره العنف رغم كل العقبات و العراقيل و المعاناة التي يفرضها استمرار الاحتلال , شعب لديه من الارث و التراث الثقافي و الحضاري و الانساني , ما يمكنه من التعامل بجدارة و ثقة , مع كل التحديات و المعوقات , شعب لا يعرف الكلل او الملل او الضعف في سبيل تحقيق اهدافه وتطلعاته بالعيش بحرية و كرامة في وطنه , فما تقومون به , هو وسام فخر و اعتزاز , ليس لبلدية بيت لحم لوحدها , بل لكل شعبنا الذي يدافع عن حقوقه بصبر و صمود و ثبات , ليعانق بهذا الصمود روح كل محبي الحرية و العدالة و السلام في العالم , وكل الذين يدعموننا بشجاعة , في مسيرة بناء وطننا و اعماره من جهة , ومن جهة ثانية , في جهودنا و مواقفنا العادلة المتمسكة بحقوقنا ومقدساتنا من اجل اقامة و بناء السلام الذي لا زالت ايدينا ممدودة اليه من اجله رغم كل الجرائم و الحصار و الاعتقالات و الجدران و الحواجز , باعتباره السلم الذي يضمن وحده الامن و الاستقرار وحسن الجوار لكافة شعوب منطقتنا , و لشعبنا الفلسطيني استعادة حقوقه في تقرير مصيره و اقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .
وفي نهاية كلمتها حيت جمهورية روسيا الاتحادية رئيسا و حكومة و شعبا على دعمها المتميز , كما حيت كل الذين ساهموا ويساهمون بشكل مباشر او غير مباشر في انجاز وبناء مثل هذه المرافق , و شكرت طواقم التربية و التعليم الذين صمموا هذا المبنى بكل مكوناته و مرافقه وساحاته , و باركت للطلبة التحاقهم بالعام الدراسي الجديد في هذا الصرح المتميز .
ستيباشن : افتتاح الدرسة الروسية سيصبح رمزا لعودتنا
وعبر ستيباشن عن سعادته بانجاز هذا الصرح العلمي ، في هذا العام مستذكرا ، ان 100 عام منذ بداية الحرب العالمية الأولى التي قسمت خريطة أوروبا ووراءها خريطة فلسطين ، ما يعني اننا نفتح اليوم مدرسة روسية جديدة في بيت لحم بعد 100 عام بالضبط منذ أن تم إغلاق مدرسة الجمعية الأرثوذكسية الامبراطورية الفلسطينية ، ومعها عشرات المدارس ، لأن الحرب هي أرغمت الجمعية في توقف نشاطها في فلسطين وقد انهت الثورة في روسيا هذا النشاط بشكل كامل فيما بعد. واستمرت الجمعية عملها في روسيا ولكن كان عملها له تابع علمي محض.
وقال أن افتتاح المدرسة الجديدة النيرة والفسيحة ، والتي بنتها روسيا سيصبح رمزا لعودتنا ، ونقلة نوعية جديدة من التعاون بيننا ، يوجد عندنا في اللغة الروسية مثل عريق – الصديق القديم أحسن من صديقين جديدين . ويعدّ تاريخ الصداقة بين الشعبين الروسي والفلسطيني عدة قرون .
الدراسة والعمل تقودنا إلى المجد
ولفت ستيباشن الى انه منذ سنتين بنينا قريبا من هنا المركز الروسي للعلوم والثقافة ، واليوم نفتح المدرسة حيث ستدرس اللغة الروسية ، وفي الوقت القريب سيبرز مجمع متعدد الأهداف الذي ينشئونه رجال الأعمال الروس ، كأنه يظهر حول شارع الرئيس فلاديمير بوتين "بيت لحم الروسي" أي زاوية الثقافة الروسية ، سوف نسمع هنا الكلام الروسي ، وذلك لن يكن صدفة. وراء زوجات من روسيا والسواح والحجاج الروس الذين يزداد عددها من سنة إلى أخرى ، تأتي إلى المنطقة اللغة الروسية والأدب الروسي والتقاليد الروسية التي توسع أفق أفكارنا. ويتعرف بعضنا على البعض بشكل أفضل.
وتمنى للأولاد الذين سيدرسون في هذه المدرسة أن يرضوا والديهم بنجاحات في الدراسة ، وأن يأتوا إلى روسيا لمواصلة دراستهم ، على أن يرجعوا إلى وطنهم خبراء جيدين ويعملوا لصالح بلادهم ومدينتهم ، كما يقول مثل شعبي قديم آخر – الدراسة والعمل تقودنا إلى المجد.
وعبر ستيباشن عن امتنانه الخاص إلى الزملاء الفلسطينيين الذين لم يحقق هذا المشروع بدون مشاركتهم أبدا . قبل كل شيء ، إلى الرئيس محمود عباس ، فقد كانت فكرة بناء مدرسة تدرس فيها اللغة الروسية من أحلامه القديمة . واشاد برئيسي بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة والسيدة فيرا بابون وهما عضوان في جمعيتنا الأرثوذكسية الامبراطورية الفلسطينية اللذان بذلا جهودا كبيرة لأن يرنّ جرس المدرسة الأول اليوم لمئات الأولاد . إنهم مستقبل البلاد. فيستحقون هذا الجهد!
بوتين : المدرسة الروسية إسهاما بارزا في تعزيز العلاقات الإنسانية بين بلدينا
ونقل ستيباشن تحيات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ، بمناسبة افتتاح مدرسة ثانوية في بيت لحم التي ستُدرس فيها اللغة الروسية ، والتي تم تشييدها بمعاونة روسيا الاتحادية ، والدعم النشيط من طرف سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.
وأشار الى إن الرئيس بوتين يعتبر ان العلاقات بين بلدينا لها تاريخ قديم ، وإن مدينة بيت لحم لها مكان خاص في هذا التاريخ . كانت روسيا تقييم دائما حسن الضيافة التي قوبل الحجاج الروس بها هنا. وقد بنت الجمعية الأرثوذكسية الامبراطورية الفلسطينية في الماضي عشرات المدارس والمستشفيات في الأرض المقدسة ، و فيما بعد تم تشكيل الظروف اللازمة على أن تحصل آلاف الفلسطينيين على التعليم العالي المجاني في الاتحاد السوفييتي . فأصبحوا أطباء ومهندسين وخبراء في غير المجالات وقد خدموا ولا يزالون يخدمون وطنهم.
وقال ان الرئيس بوتين يعتبر افتتاح المدرسة الروسية إسهاما بارزا في تعزيز العلاقات الإنسانية بين بلدينا . ويستطيع الطلاب الفلسطينيون من طلاب المدرسة في توسيع آفاق أفكارهم بشكل ملحوظ والتعرف بالإحرازات الكبيرة للثقافة الروسية الغنية للغاية.
ميدفيديف : اللغة الروسية وهي لغة الأدب الكلاسيكي العظيم والاكتشافات العلمية
وقرا رسالة رئيس حكومة روسيا دميتري ميدفيديف مهنئا باسمه الحضور ، والشعب الفلسطيني بافتتاح المدرسة الروسية التي ستدرس فيها اللغة الروسية بشكل معمق .
وجاء فيها " إن المدارس الروسية في فلسطين منذ قرون ، والتي أسستها الجمعية الأرثوذكسية الامبراطورية الفلسطينية ساعدت في انتشار التعليم في الشرق الأوسط . ودرس مئات من الفلسطينيين في تلك المدارس وصاروا نخبة المثقفين العرب – علماء ومترجمين وشعراء وكتاب ومعلمين مشهورين ".
وأشارت الرسالة الى انه " اليوم ، بعد 100 عام تقريبا ، يعود هذا التقليد وتفتح مدرسة روسية جديدة أبوابها في مدينة بيت لحم القديمة المذكورة في الكتاب المقدس. ويستطيع أكثر من 500 طالب سنويا أن يحصلوا هنا على المعارف المعاصرة ويدرسوا اللغة الروسية وهي لغة الأدب الكلاسيكي العظيم والاكتشافات العلمية الشهيرة والاتصالات الدولية. وسيساعدهم ذلك في التعرف بروسيا وتاريخنا وثقافتنا بشكل أحسن ".
المدرسة الروسية حلقة جديدة في العلاقة الفريدة التي تربط فِلسطين بروسيا
ورحبت السيدة بابون باسم مجلس بلدية بيت لحم ، وأهالي ومؤسسات المدينة بالحضور والوفد الروسي ، وقالت يشرّفني أن أرحّب بكم جميعاً في مدينة بيت لحم ، في هذا الصرح العلمي الذي نحتفل بافتتاحه اليوم ، نتقاسم معاً لحظاتٍ من الفرح والفخر.
![]() |
وقالت ان بيت لحم كانت وستبقى فلسطين ارضً رسالة ، فنحن أبناء الرسالة السماوية والتاريخية وموطنها وأهلها ، رسالةٌ كان العالم وما يزال بحاجة ماسة لها ، ضحّينا أجمعين من أجل دولةٍ نستحقها ، وهذه الدولة ليست فقط الأرض ، إنها الشعب والحضارة والتاريخ والثقافة : بالعِلم نبني الدولة والإنسان ، ونحافظ على الثقافة ، وننقل لأجيالنا تاريخنا المجيد ، وللمدرسة الروسية أهمية كبيرة في هذا المجال.
ولفتت الى إنّ هذه المدرسة لم تكن تُبصر النور لولا الدعم الكبير من قِبل فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، الذي قدّم قطعة الأرض لبناء المدرسة عليها ، وبارك البدء بعملية البناء ، وشكرت رئيس دولة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين على دعمه المتواصل وتقديم التمويل لإقامة المدرسة ، والسيد ديمتري مدفيدف لدعمه وللبدء بهذه العملية سابقاً ، والشعب الروسي الذي أضاف بدعمه هذا حلقة جديدة في العلاقة الفريدة التي تربط فِلسطين بروسيا ، ورئيس بلدية بيت لحم السابق الدكتور فكتور بطارسة ، كما شكرت جميع الوزارات والمؤسسات التي تعاونت لإتمام عملية البناء ، وكافة المهندسين والفنيين والعمال الذين ساهموا في جَعَلَ افتتاح المدرسة ممكناً اليوم ، والجنودٌ المجهولون الذين سطّروا أروع معاني العطاء.
وأشادت السيدة بابون بدور الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية ، التي سعت منذ تأسيسها لفتح المدارس التي توفّر التعليم لأبناء المنطقة ، ومؤكدة على رسالتها الانسانية والثقافية ، كما شكرت سيرجي ستيباشين على دوره وجهوده في هذا المجال.
وفي نهاية الاحتفال توجه الحضور الى الساحة الامامية للمدرسة , حيث تمت هناك مراسم افتتاح المدرسة ، و ازاح ستيباشن والدكتور الاعرج ورئيسة بلدية بيت لحم ، ووزيرة السياحة ، الستار عن اللوحة و قص الشريط . ثم قاموا بعد ذلك بزيارة احد صفوف المدرسة و مختبر العلوم .
وقد اقيم للسيد ستيباشن والوفد المرافق له حفل غداء في قصر الرئيس ، وبعد ذلك زار ستيباشن والوفد المرافق له مركز بيت ساحور الطبي ، والمستشفى التابع له ، واستمع من الدكتور بطارسة الى شرح مفصل عن اهمية المركز والمستشفى للمجتمع المحلي في المحافظة .
![]() |
![]() |
![]() |