استقبلت مدينة بيت لحم، وزير الدولة للمصالحة والتعاون الإقليمي في جمهورية صربيا، أسامة زكورليتش، في زيارة رسمية تعبّر عن عمق التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية بين صربيا وفلسطين، لا سيما في الجوانب الثقافية والدينية.
وكان في استقبال الوزير رئيس بلدية بيت لحم، الاستاذ ماهر نيقولا قنواتي، الذي اصطحبه في جولة انطلقت من شارع النجمة، المدخل التاريخي لمدينة بيت لحم، والمُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث قدم له شرحًا وافيًا عن تاريخ المدينة العريق، وهويتها الثقافية، ومكانتها الدينية كرمز عالمي للسلام.
بعد ذلك، توجّه الوفد إلى دار البلدية، حيث عُقد لقاء موسّع، شارك فيه عدد من أعضاء المجلس البلدي، إلى جانب الدكتور سمير حزبون، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم، والسفير جهاد خير، عضو اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس ومدير مكتبها في بيت لحم، والسيد رائد حنانيا، مدير العلاقات العامة في اللجنة.
في مستهل اللقاء، ثمّن قنواتي دعم صربيا المتواصل للشعب الفلسطيني، مشيدًا بالمواقف الإيجابية التي اتخذتها في المحافل الدولية تجاه القضية الفلسطينية. وأكد أهمية تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما الثقافية والاقتصادية، لما لها من دور في توطيد العلاقات بين البلدين وتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل التحديات الراهنة. كما أشار إلى أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون مع المدن الصربية، بدءًا من توقيع اتفاقية توأمة رسمية مع مدينة صربية شقيقة، موضحًا أن “بيت لحم بوابة فلسطين إلى العالم، ولدينا 104 اتفاقيات توأمة، ونأمل أن تنضم صربيا إلى هذه القائمة قريبًا”.
من جانبه، جدد الوزير زكورليتش التأكيد على موقف صربيا الثابت تجاه الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، معربًا عن ألمه الشخصي لما يعانيه الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا أن الحكومة الصربية تتابع ببالغ القلق ما يجري في غزة، في انتظار حل عادل، لأن “ما يحدث في فلسطين يمسّ العالم بأسره”، مقتبسًا قول نيلسون مانديلا: “الظلم في أي مكان هو ظلم في كل مكان”.
وأشار الوزير إلى أنه، بحكم عضويته في لجنة الشؤون الخارجية، سيعمل على توسيع العلاقات مع فلسطين، بدءًا من مدينة بيت لحم، في إطار توجه صربيا لتعزيز علاقاتها مع العالم العربي. كما تطرّق إلى مدينة نوفي بازار، كبرى المدن ذات الأغلبية المسلمة في صربيا، والتي تحتضن أقدم المساجد والكنائس، معتبرًا أنها تُشكل أرضية مثالية للتعاون الثقافي والديني بين الشعبين. وأكد: “نحن نُقدّر ثقافة الشعب الفلسطيني وصموده، وكل من يحمل روحًا وقلبًا سليمًا، لا يمكنه إلا أن يتعاطف مع فلسطين. وسنعمل على ربط صربيا بالدول العربية، بدءًا من فلسطين، لأن العدالة في الشرق الأوسط قضية إنسانية بامتياز”.
عقب اللقاء الرسمي، توجه الوزير الى كنيسة المهد، حيث التقى بسيادة المتروبوليت فنيذكتوس، الوكيل البطريركي في مدينة بيت لحم وبالأب رامي عساكرية، راعي كنيسة القديسة كاترينا الراعوية، والأب فاهاج سينو، كاهن دير الأرمن، واطّلع على تاريخ الكنيسة العريق كأقدم موقع مسيحي في العالم وعلى أهميته الدينية. كما زار مسجد عمر بن الخطاب، الواقع في ساحة المهد, في تجسيد حي لروح التعايش الديني الذي تمتاز به المدينة.
كما زار الوفد متحف الرواية الفلسطينية في مركز السلام ، حيث اطّلع على المعروضات التي تسرد الرواية الفلسطينية الوطنية وتوثق الوجود الفلسطيني الأصيل كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني