على بعد كيلو متر واحد ونصف من ساحة المهد، متخذين طريق الشارع الجديد، وعلى الجهة اليسرى، يوجد درجات تؤدي إلى مركز العمل الكاثوليكي، بالإضافة إلى عدة آبار ماء يطلق عليها اسم آبار النبي داود. وفي هذا المكان يوجد ثلاثة آبار عميقة حفرت في الصخر لجمع مياه الأمطار، لاستعمالها للشرب للسكان ومواشيهم وزراعتهم. وقد تم ذكر هذه الآبار في العهد القديم في التوراة في صموئيل الثاني. ويعتقد أن هذه الآبار ذات أصول كنعانية، ويوجد بقايا دير قديم بيزنطي الأصل مع كنيسة باسم داود النبي، وأرضية الكنيسة مصفوفة بالفسيفساء وعليها كتابات واضحة باللغة اليونانية، شمل بعضها الآيات 19 و20 من المزمور 117 والتي تقول: "افتح لي أبواب العدل، وسأدخلها وأقدم شكري للخالق، هذه البوابة هي لله، والعدالة سوف تدخلها".
وتحت أرضية الكنيسة القديمة، توجد مدافن بيزنطية عدة حفرت في الصخر يبلغ عددها 96 قبرا ينزل إليها من فوهة الهيكل، وهي عبارة عن مغر تحوي الواحدة منها من قبرين إلى ستة قبور حفرت في الصخر بجانب بعضها البعض، دفن فيها مسيحيون حيث يوجد صلبان على بعضها، والأرجح بأنها قبور سكان الدير الذين عاشوا هناك، ويسود الاعتقاد بأن تاريخ هذه الكنيسة يرجع إلى عهد الامبراطور جوستنيان 530م. وقد ساد اعتقاد خاطئ بين البعض على أن الملك داود قد دفن في إحدى هذه القبور إلا أنها بيزنطية الأصل، وحسب التقليد اليهودي فإن مكان قبر الملك داود ما زال مجهولا، يقع على جبل صهيون الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية خارج سور القدس الحالي، في مكان اتخذ مقبرة ملكية للملك داود وأهل بيته.
وأما عن مركز العمل الكاثوليكي، فهو ناد رياضي وثقافي يشرف على القسم الشرقي من البلدة القديمة، وكنيسة المهد، ومدينة بيت ساحور وحقل الرعاة، وجبل الفرديس مكان قبر الملك هيرودس الكبير. تأسس عام 1952م، بعد أن اشتراه الآباء الفرنسيسكان من السيد حنا منصور رئيس بلدية بيت لحم في أوائل القرن العشرين والذي كان مصيفا لعائلته. إن هذا النادي معروف بنشاطاته الثقافية والرياضية لشباب وشابات مدينة بيت لحم والمحافظة، وفيه قاعة كبر للأفراح والمناسبات، وكذلك دار سينما. وقد أضيف في السنوات الأخيرة إليه بركة سباحة، بالإضافة إلى بناء استاد رياضي وملعب كرة سلة على أحدث الطرق الهندسية في البناء والمعمار.
(تاريخ وتراث بين لحم – نصري حزبون + جولة في تاريخ الأراضي المقدسة – حنا جقمان + كتاب توما بنورة)