بلدية بيت لحم ومكتب اليونسكو في رام الله يختتمان أعمال مشروع الصناعات الإبداعية في مدينة بيت لحم

2022-05-24 08:20:55
)

وسط حضور فني إبداعي مهيب وضمن مشروع إعادة تشكيل السياسات الثقافية لتعزيز الحريات الأساسية وتنوّع أشكال التعبير الثقافي، اختتمت بلدية بيت لحم مشروع "الصناعات الإبداعية في بيت لحم" في ندوة نظّمتها البلدية يوم الثلاثاء الموافق 24/5/2022 في مركز السلام- بيت لحم بالتعاون من مكتب منظمة اليونسكو في رام الله.

وكان ذلك بحضور رئيس بلدية بيت لحم الأستاذ حنا حنانيا ومدير وحدة الثقافة في مكتب اليونسكو في رام الله السيد جوفاني شيبي، ومدير عام الصناعات الثقافية في وزارة الثقافة السيد يوسف الترتوري، ورئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم الدكتور سمير حزبون، ورئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الأهلية الدكتور داوود الزير، ومديرة مؤسسة تطوير بيت لحم معالي الدكتورة خلود دعيبس، ونائب رئيس بلدية بيت لحم نادر راحيل، وأعضاء المجلس البلدي رحاب أبو عاهور وسمير صبح وهشام الكامل، ومدير عام البلدية أنطون مرقص وعدد من ممثلي المؤسسات الثقافية وشركات القطاع الخاص وعدد من ممثلي قطاعات الصناعات الإبداعية.

افتتح رئيس بلدية بيت لحم الأستاذ حنا حنانيا الندوة مُرحباً بالحضور وشاكراً تلبيتهم للدعوة للندوة التي تهدف إلى إعادة تشكيل السياسات الثقافية لتعزيز الحريات الأساسية وتنوع أشكال التعبير الثقافي، مؤكداً بأن مدينة بيت لحم لطالما عُرفت بثرائها وغناها الثقافي، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في نموها الإقتصادي عبر التاريخ. وأشار الى أنه اليوم، تُعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي في مدينة بيت لحم، وتشمل أطراً مختلفة ابتداءً من التراث والحرف اليدوية في الحفر على خشب الزيتون والصدف والتطريز لتمتد الى التصميم بأنواعه، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية وقطاعات الأفلام والتلفزيون، والموسيقى وتصميم الأزياء والوسائط المتعددة وغيرها.

كما أكّد حنانيا الى أن بلدية بيت لحم تهتم في مجال الصناعات الإبداعية ضمن رؤيتها وخطتها الإستراتيجية والتي بدأت في إنشاء مركز السلام كمرفق ثقافي متعدد الإستخدامات يخدم القطاع ويُعد الجناح الثقافي للبلدية والذي احتضن على مدار إثنين وعشرين عاماً العديد من المهرجانات والمعارض الثقافية وصولاً إلى برامج ومبادرات عالمية. بالإضافة إلى إنتاج بلدية بيت لحم للعديد من الأعمال والإنتاجات الفنية والمسرحية والموسيقية في أعياد الميلاد المجيدة وفي المؤتمرات الثقافية كمؤتمر المغتربين، فضلاً على علاقاتها مع المدن المتوأمة التي تعمل على تسليط الضوء على هذه القطاعات وخلق جسور تواصل وتبادل ثقافي لتعزيز دورها وتنميته وفتح آفاق جديدة في المجالات الصناعية الثقافية والإبداعية.

وأشار حنانيا الى أن هذا المشروع الذي تنفذه بلدية بيت لحم بتمويل من مكتب اليونسكو، قد نتج عنه إعداد فيديو تعريفي عن واقع الصناعات الإبداعية في مدينة بيت لحم، بالإضافة الى دراسة عن القطاع وتحدياته ومعوقاته والخروج بتوصيات لتنميته والنهضة فيه والندوة التي نُظمت اليوم للغوص في نقاش مع أصحاب العلاقة والشركاء. وأضاف الى أنه يأمل بأن تكون بلدية بيت لحم قد لمست واقع الصناعات الإبداعية في بيت لحم حتى ولو قليلاً لتتمكن بالتعاون والشراكة مع الوزارات المعنية ومؤسسات القطاع العام والخاص والمجتمع المحلي والمثقفين من مؤسسات وأفراد من النهوض بهذا القطاع وتنميته، خاصة بعد ما ألم به من معوقات ومشاكل بسبب جائحة كورونا.

وفي النهاية، قدم حنانيا الشكر والتقدير لمكتب منظمة اليونسكو في رام الله ممثلاً بمديرته السيدة نهى بوازير وطاقم العاملين في مكتب اليونسكو، كما شكر الباحثتين ريهام الفقيه ورولا دغمان اللاتي عملن على مدى 4 أشهر لإعداد الدراسة، وشركة ايليمنت ميديا التي أعدت الفيديو.

وبدوره، رحب السيد جوفاني شيبي مدير وحدة الثقافة في مكتب اليونسكو رام الله بالحضور وعبر عن امتنانه لوجوده في بيت لحم للاحتفال بمشروع "الصناعات الإبداعية في بيت لحم" الذي تم تنفيذه بالتعاون بين بلدية بيت لحم واليونسكو منذ (٤) أشهر. ثم هنأ الأستاذ حنا حنانيا لتوليه منصب رئيس بلدية بيت لحم واعضاء المجلس البلدي الجديد. وأشار إلى أن هذا المشروع هو من مساهمات اليونسكو للاحتفال بمدينة بيت لحم كعاصمة الثقافة العربية لعام 2020، وكذلك الاحتفال بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة لعام 2021، وأنه جزء من مشروع اليونسكو لإعادة تشكيل السياسات الثقافية لتعزيز الحريات الأساسية وتنوع أشكال التعبير الثقافي الممول من قبل السويد.

وعبر شيبي عن أهمية الإبداع الذي يقودنا إلى التواصل مع الثقافات الأخرى ومع بعضنا البعض ويؤدي الى فهمها، مضيفًا أن الثقافة والإبداع يعبران عن هويتنا وهما أيضًا يشكلان مصدر دخل وفرص اقتصادية للعالم وللشعب الفلسطيني أيضا. وختم كلمته بشكر كل من عمل على هذا المشروع من طاقم بلدية بيت لحم، والباحثين وشركة التصوير وكل من شارك في هذه الندوة.

ثم قدم السيد خضر حنضل مدير شركة إيليمنت ميديا مقدمة عن الفيديو التعريفي الذي تم إنتاجه وتم عرض الفيديو الذي يتناول الصناعات الإبداعية الثقافية المتنوعة في بيت لحم والذي أبرز الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي تلعبه هذه الصناعات في حياة أهالي مدينة بيت لحم.

وفيما يلي تم عرض الدراسة التي تم إعدادها من خلال الاستشاريتين السيدة رولا دغمان البندك والآنسة رهام الفقيه اللاتي عملن على إعداد الدراسة التي بحثت واقع الصناعات الإبداعية والتحديات التي يواجهها العاملين في المجال. ففي البداية شرحت البندك أهداف ومنهجية البحث التي تم اعتمادها في الدراسة والإطار القانوني الناظم المتبع في فلسطين من خلال وزارة الاقتصاد الوطني ووزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار، وصولاً إلى مخرجات الدراسة التي تنصب بالتنسيق والتشبيك بين مختلف أصحاب العلاقة من أجل إصلاح الأطر القانونية، وتطوير وتنشيط الصناعات الإبداعية في مدينة بيت لحم والتخطيط لأنشطة ومهرجانات مشتركة. إضافة إلى توفير بيانات موثوقة ودقيقة عن الصناعات الإبداعية وأثرها الاقتصادي في فلسطين بشكل عام وفي مدينة بيت لحم بشكل خاص من خلال إجراء دراسة مسحية بالتنسيق مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وذلك من أجل المساهمة في التقدم المستقبلي للصناعات واستدامتها، وأخيراً تعزيز الصناعات والأنشطة الإبداعية بحيث يحتاج جميع أصحاب المصلحة المعنيين إلى لعب دور فعّال في تعزيز الصناعات الإبداعية في المدينة من خلال علاقاتهم وشبكاتهم المختلفة.

وحيث أن مجال الصناعات الإبداعية يحتاج إلى تكاثف الجهود من جميع المؤسسات والعاملين في المجال للنهوض به وتنميته، ومن منطلق اهتمام ودعم بلدية بيت لحم لهذا القطاع فقد برز تقاطع بين هذا المشروع ومشروع "U-Solve اختصاراً لحلول تنموية حضرية مستدامة لتثمين ريادة الأعمال" الذي تنفذه بلدية بيت لحم بالشراكة مع جامعة فلسطين الأهلية و(7) شركاء دوليين بتمويل من برنامج ENI CBC MED، والذي يقدم منحاً يمكن الاستفادة منها في مجال الصناعات الإبداعية. وقد شرحت الآنسة روزان جراشي منسقة التواصل لمشروع (U-SOLVE) في جامعة فلسطين الأهلية نبذة عن المشروع وكيفية الاستفادة منه لدعم مشاريع ريادية حول الصناعات الإبداعية في فلسطين.

كما تخلل برنامج الندوة، محاضرة قدمها البروفيسور أندي برات من جامعة City University of London بعنوان "الاقتصاد الإبداعي، ما هو؟" حيث شرح تعريف الاقتصاد الإبداعي والمجالات ذات العلاقة، وما هو نمو الاقتصاد الإبداعي، بما في ذلك تراجع القوة البشرية ونمو قطاع الخدمات. كما شرح هيكل وتنظيم الاقتصاد الإبداعي وخصائصه الفريدة. واختتم بملاحظة مهمة وهي أن "الاقتصاد الإبداعي اليوم هو تراث الغد الثقافي"، ولهذا السبب يجب علينا دعم قطاعات الصناعات الإبداعية والتخطيط لها.

ثم استضافت الندوة حلقتي نقاش الأولى بعنوان "فرص وتحديات الصناعات الإبداعية في بيت لحم" أدارتها الأستاذة فاتن نسطاس متواسي، وشارك فيها (4) فنانين من مجالات مختلفة وهم ساندرا وديع ممثلة عن قطاع تصميم الأزياء ومارينا برهم ممثلة عن قطاع المسرح وتامر الساحوري ممثلاً عن قطاع الموسيقى وتمارا أبو لبن ممثلة عن قطاع إنتاج الأفلام. وناقشوا أبرز التحديات والفرص في مجالات عملهم في الصناعات الإبداعية المختلفة، حيث كانت أبرز النقاط المشتركة للجميع هي عدم وجود التمويل الكافي أو وجود التمويل المشروط، بالإضافة الى سياسات الإحتلال القمعية والتي تحد من حرية التعبير ومن حرية الحركة لهم للفنانين الدوليين أيضاً في المحافل والمؤتمرات الثقافية، وعدم وجود مظلة تحمي وتدعم الفنانين وتضمن حقوقهم.

تلاه حلقة النقاش الثانية التي استهدفت ممثلين من مؤسسات حكومية وأكاديمية لمناقشة "سياسات وإجراءات لتعزيز الصناعات الإبداعية في بيت لحم " يسرها الأستاذ أسامة خليلية بمشاركة جورج الأعمى رئيس المجلس الإستشاري الثقافي، كارمن غطاس مديرة العلاقات العامة والثقافة والإعلام في بلدية بيت لحم، ونانسي سلسع مديرة المعارض ومشروع بالتيزانا في جامعة دار الكلمة. وقد ناقشوا قضايا ضعف الترويج لمدينة بيت لحم وما تقدمه، وعدم وجود تمويل كافي للنشاطات الثقافية وأن هذه النشاطات موسمية، وأكدوا على أهمية التعاون المشتركة بين مؤسسات القطاع العام والخاص ومد جسور التعاون بين المؤسسات الثقافية محلياً ودولياً للنهوض بمدينة بيت لحم نحو الأفضل.

وفي نهاية الندوة، أكدت مديرة العلاقات العامة والثقافة والإعلام في بلدية بيت لحم كارمن غطاس بأن جميع المشاركات والمداخلات من الحضور في الندوة سيتم إدخالها في الدراسة والتي سيتم نشرها عبر موقع البلدية الإلكتروني وتوفيرها لكل المؤسسات والأفراد للإستفادة منها وللعمل على مخرجاتها من أجل تطوير هذا القطاع الهام لمدينة بيت لحم.

مباشر من ساحة المهد