بلدية بيت لحم تختتم أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الثالث ضمن فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020

2021-09-04 13:22:48
)

اختتمت بلدية بيت لحم أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الثالث الذي نظمته بالتعاون مع بلديتي بيت جالا وبيت ساحور تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عبّاس، وبمشاركة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، وتحت عنوان "تأثير الثقافة البيتلحمية في شعوب العالم"، والذي استمر على مدار يومي الجمعة والسبت الموافقين 3 و4 أيلول 2021، وحضره أكثر من (800) شخص من شخصيات اعتبارية ومغتربين من 28 دولة من حول العالم.

وبدأ اليوم الثاني من المؤتمر الذي تولّت عرافته مديرة العلاقات العامة والثقافة والإعلام كارمن غطاس بالترحيب بالحضور وتقديم ملخص عما تم تقديمه وعرضه في اليوم الأول للمؤتمر.

وقدم السيد نقولا خميس رئيس بلدية بيت جالا كلمته مرحباً بجميع الحضور باسم فلسطين وبيت جالا والقدس، ووجه نداء الى المغتربين للعودة والرجوع إلى الوطن من أجل الثبات والاستقرار فيها بالرغم من الوضع في فلسطين وأنهى كلمته بتمنيه التوفيق للجميع خلال المؤتمر.

ثم قدم السيد جهاد خير رئيس بلدية بيت ساحور كلمته مُرحباً بدولة رئيس الوزراء الدكتور محمد إشتية ممثل عن فخامة الرئيس أبو مازن، ورحب بأهلنا وأحبتنا المغتربين في الخارج، وقال أن بيت لحم تستحق وبكل فخر أن تكون عاصمة الثقافة العربية لما تتميز به من فنون مختلفة وتراث وحضارة وتاريخ عريق، وقال إن التواجد اليوم في هذا المؤتمر هو دليل على الانتماء والتمسك الكبير لوطننا فلسطين وتعزيزاً لجسور التواصل الدائم مع أبناء هذا البلد العظيم، وتمنى السيد خير وجود الجميع على أراضي الوطن، الا أن وباء كورونا قد حرمنا من استقبال المغتربين هذا العام  متمنياً انتهاء الوباء لكي نلتقي وجاهاً.

وتحدث الدكتور مازن بدرا رئيس جمعية بيت ساحور في الولايات المتحدة عن تأسيس الجمعية والتي أسست في عام ٢٠٢٠.  وأضاف بدرا ان هذه الجمعية تكونت لتشكل جسراً يربط بين أبناء مدينة بيت ساحور في الوطن والخارج. وذكر أن الجمعية تهدف إلى الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا ولغتنا. وأكمل بدرا بأن الجمعية إلى خلق فرص عمل للشباب من خلال دعمهم ومن أجل أن يعملوا على تحقيق أهدافهم.

ثم بدأت جلسة تأثير الثقافة البيتلحمية على الشعوب الأخرى من خلال الحرف اليدوية أدارها أنطون مرقص مدير عام بلدية بيت لحم وتحدث عن البعد الجغرافي وكيف ان مدينة بيت لحم تقرب المسافات بين ابناءها، وأضاف مرقص انه يفتخر بانه من مدينة بيت لحم. وتخللت الجلسة مشاركة متحدثين متخصصين في مجال الحرف اليدوية منها خشب الزيتون والصدف والتطريز. وهم إنريكي الجدي دكارت من بارانكيا، كولومبيا والذي تحدث عن تاريخ وضرورة الحفاظ على حرفة الصدف ودوره في تطوير ونقل هذه الحرفة الى العالم. تبعه السيد عطالله زخريا من بيت لحم الذي تحدث عن ارتباط صناعة خشب الزيتون في بيت لحم بميلاد السيد المسيح فيها، وعن بداية صناعة خشب الزيتون في القرن العشرين ثم قدم ملخص عن تاريخ عائلة زخريا ابتداءً من عين كارم ولجوءً الى بيت لحم حتى يومنا هذا مع مراحل تطور المصنع والإنتاج محليا وعالميا. وعبر عن حرصه على تعليم الأجيال الشابة هذه المهنة للمحافظة عليها من الزوال.

ثم انتقل الحديث الى السيدة مها السقا من بيت لحم الباحثة في التراث الفلسطيني حيث قدمت لمحة عن تاريخ التطريز الفلسطيني وعبرت عن جمال وثراء أثواب فلسطين وركز على ثوب عروس بيت لحم بكل تفاصيله. ثم قدمت لمحة عن رسالة وانجازات مركز التراث الفلسطيني خلال تأسيسه منذ عام 1991 وكيفية الحفاظ عليه وتوثيقه ونشره بين أهلنا في الاغتراب.

واختتم الجلسة الأولى السيد أنطون منصور من جونية، لبنان وباريس، فرنسا بكلمة عن رؤية ورسالة مركز بيت لحم للأيقونات وتاريخه ثم عرض أيقونات فلسطينية وتحدث عن نشرها في لبنان وفرنسا.

ثم افتتحت عريفة الحفل المعرض الإفتراضي لمؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم والذي ضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعكس الحرف التقليدي والفنون المعاصرة، بمشاركة الفنانين عطالله زخريا، بشير قنقر، ديالا شومالي، الياس حلبي، فاتن نسطاس متواسي، فراس مكركر، فراس تويمة، غسان سلسع، احسان البندك، جبرا متواسي، كيتي شوملي، مها السقا، صابرين مكركر، سمر غطاس، سوسن خير، سهام زمّار، فكتور مهانا، ولاء جبران.

ثم بدأت الجلسة الثانية التي تركزت حول الفنون المعاصرة أدارتها فاتن نسطاس متواسي من بيت جالا التي بدأت الجلسة بكلمة شكرت فيها بلدية بيت لحم على تنظيم هذا المؤتمر المميز وقدمت فقرة تعريفية عن الفن وتاريخه في مدينة بيت لحم ثم أكملت الحديث عن الفنان العريق جبرا إبراهيم جبرا الذي كان له تأثير كبير على الفنون المرئية والادب في مدينة بيت لحم.

وشارك في الجلسة السيد الياس حلبي من بيت لحم وتحدث عن بداية مسيرته المهنية في مجال التصوير وعن المعارض التي قامها في فلسطين وفي الخارج مع تقديم عرض لبعض من أعماله والمشاريع التي عمل بها، تبعه السيد فيكتور مهانا من التشيلي الذي تحدث عن علاقة فنه بفلسطين وعن رحلته الى الوطن في عام 2019 التي فتحت انظاره الى الابد وكانت بداية له للبدء بالعمل والتعاون مع موسيقيين وفنانين فلسطينيين وختم كلمته بالتحدث عن طموحه في نشر الثقافة الفلسطينية في المهجر.

وتكلم السيد بشير قنقر في فقرته عن الانتقال المستمر الذي عاشه ما بين الوطن والمهجر والتغير الذي لاحظه اثناء هذا التنقل الذي جعله شغوفاً أكثر نحو نشره وتوضيحه عن طريق الفن الى العالم، وهنا كان التحول في في مسيرته الفنية من رسام الى ناقل رسالة وفكرة باستخدام عدة فنون ثم عرض فيديو تعريفي عن فيلمه القادم لحقته أغنية تتحدث عن الهجرة من كتابة وتلحين وغناء بشير قنقر.

ثم بدأت الجلسة الثالثة بعنوان تأثير الثقافة البيتلحمية على شعوب الاخرى من خلال الموسيقى أدارها الموسيقار رمزي شوملي من بيت ساحور وقدم لمحة عن الموسيقى في بيت لحم الذي بدأ بالشكر للقائمين على هذا المؤتمر، الذي يسلط الضوء على الفنون في حياة بيت لحم الثقافية وبصورة خاصة الموسيقى. وأكمل بالحديث عن الموسيقى والغنى والتنوع اليوم في الانتاج الموسيقي وأن مدينة بيت لحم حظيت بولادة موسيقيين رواد ومميزين أبدعوا في مجالات منها الأداء والتأليف والتعليم حيث استطاعت موسيقاهم تجاوز حدود الوطن وأكد على تشكيل هؤلاء الفنانين عاملا مؤثرا في تطور الموسيقى.

وشارك في الجلسة الدكتور لؤاب حمّود الذي تحدث عن الموسيقى التقليدية مع التركيز على أعمال الملحن البيتلحمي رياض بندك، تبعه فقرة مقدمة من الموسيقار باتريك لاما من فرنسا تحدث فيها عن الموسيقى الليتورجيا والاوبرا مع التركيز على والده المرحوم الموسيقار الفلسطيني أغسطين لاما.

واختتم الجلسة الثالثة االعازف محمد نجم من فرنسا وتحدث عن الجيل الموسيقي الجديد والموسيقى الألية، ودور الاغتراب وتأثيره على انتاجات الموسيقية الفردية وتأثيرها على الموسيقى المحلية بالإضافة الى زيارة وعروض الموسيقيين عالمين الى بيت لحم وتأثرهم على الحركة الموسيقية المحلية ودور الموسيقيين في المهجر على تمثيل بيت لحم في المحافل الدولية وعلى خلق مزج بين جذورهم والموسيقى بكافة انواعها بشكل معاصر يتكيف مع المكان وملائم لكلى الثقافتين.

وتخلل اليوم الثاني من المؤتمر عرض فيديوهات منها إنتاج موسيقي لبلدية بيت لحم بعنوان "ذكريات بيت لحم " مبني على ألحان الموسيقار البيتلحمي نصري فرناندو دويري الذي ولد في بيت لحم عام 1932 ويقطن حالياً في سويسرا، وعزف البيانو رمزي شوملي من بيت ساحور وإنتاج فيديو البيتلحمي جيمي موريس ميكيل. وأيضاً فيديو عن الحرف اليدوية في بيت لحم بالإضافة الى أداء جورج ثلجية إعادة انتاج بلدية بيت لحم بالتعاون مع معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى وRJ للإنتاج الموسيقي بعنوان "يا عيني على الصبر"، وفيديو كليب "بيت لحم بلدي" لابن بيت لحم ال Arab Idol، والفنانة مارينا العلي المغتربة في البرازيل.

ثم قدم مؤسس فرقة دبكة الحلم العربي من التشيلي جورج العلام كلمة شكر فيها القائمين على المؤتمر لإعطاءه هذه الفرصة بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعزز اواصر التواصل بين الوطن والمهجر، وعبّر عن افتخاره بالمشاركه كممثل عن الجالية الفلسطينية والعربية في التشيلي، ثم تحدث عن أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية كشعب معرض للإبادة وأكد على أهمية اتصال الاجيال القادمة بأوصولهم وضرورة تشبعهم بتاريخهم وقضيتهم حتى تبقى فلسطين حية فينا وفي العالم حتى ان تتحرر بالقدس الابية عاصمة لها، وتلى كلمته عرض دبكة لفرقة الحلم العربي.

وفي النهاية، اختتم رئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون سلمان المؤتمر بتقديمه جزيل الشكر والتقدير لجميع من شارك في هذا المؤتمر من أكاديمين، ومخرجين، وادباء، وموسيقيين، وفنانين بمداخلاتهم ومحاضراتهم وأقوالهم وأعمالهم الفنية وغنائهم كل باسمه المميز على ما قدموه لنا من ابداع وتمييز في هذا المؤتمر .

وقال سلمان "في ظل احتفالنا ببيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020، إننا نرجو ونتمنى أن نكون قد حققنا معكم الهدف المرجو من انعقاد هذا المؤتمر، واضاءنا به على ثقافتنا البيتلحمية سواء التي نشأنا وتربينا عليها في بيت لحم أو حملناها الى العالم بمغتربينا، ام اكتسبها اهلنا واخوتنا في بلاد الاغتراب من روايات وخبرات أجدادهم وأباءهم الذي نقلوها اليهم"، وأضاف بأننا نطمح من تنظيمنا لهذه المؤتمرات هو بناء جسور التواصل بين وطننا فلسطين، ومحافظتنا بيت لحم، وأخوتنا وأبنائنا المغتربين، ونسعى منه تعزيز الارتباط بالجذور، وتشجيع اهلنا المغتربين بالعودة إلى أرض الوطن أينما سمح لهم الوضع بذلك، فمن حق بيت لحم وفلسطين علينا أن نفتخر بانتمائنا اليها، كما من حق اهلنا المغتربين أن يفتخروا بأن جذورهم تعود لهذه الأرض المقدسة وينتمون اليها ويسعون للعودة اليها.كما تقدم بالشكر والتقدير للأستاذه كارمن غطاس مديرة العلاقات العامة والثقافة والإعلام التي قامت على التحضير والترتيب والادارة لهذا المؤتمر، وطاقم العمل في دائرة العلاقات العامة ولجميع من عمل على نجاحه بجميع تفاصيله وعناوينه وبرامجه.

وتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لفخامة الرئيس محمود عباس "ابو مازن " على رعايته لهذا المؤتمر، ولدولة رئيس الوزارء الدكتور محمد اشتية على مشاركته فيه، راجياً بأن نلتقي جميعاً جاهياً في المؤتمر الرابع الذي سنعقده في العام 2023 في ربوع فلسطين بمشيئة الله.

مباشر من ساحة المهد