إختتام فعاليات مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول

2016-10-06 02:14:44
)

بعد أن أعلنت رئيسة بلدية بيت لحم الأستاذة فيرا بابون خلال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول عن رغبتها الشديدة في تشكيل مجلس خاص بالمؤتمر ليضمن إستمرارية الأهداف والتشبيك وإيجاد التمويل الدائم للمؤتمر في السنوات القادمة، تشكل المجلس من الأسماء التالية: موريس خميس وأليكس قطان وأنطون حنانيا من تشيلي، وسهير بركة من السلفادور، ومازن طبة وماريا بشارة من البيرو، وكوستافو روجانا من الأرجنتين، وجمال حدوة من جواتيمالا، وعطالله جعار من هندوراس، وماهر حيحي من الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن ممثلي البلديات والمؤسسات الشريكة. كما تم توقيع مذكرتي تفاهم من خلال شركة Invest Palestine بين السيد خوسيه ميغيل ابو خليل العلم من تشيلي  وكل من شركة دار الشفاء المساهمة العامة للأدوية ممثلا عنها السيد باسم خوري وشركة بيت جالا للأدوية  بهدف تصدير الأدوية من فلسطين الى تشيلي، وغيرها من الإتفاقيات التي سيكشف عنها لاحقا، فضلا عن شراء السيد ألبرتو قسيس لمنزل عائلته في بيت لحم.

ثلاثة أيام شهدت تفاصيل عديدة في مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول الذي نظمته بلدية بيت لحم مع شركائها بحضور 85 مغترباً من تشيلي، السلفادور، البيرو، الأرجنتين، هندوراس، جواتيمالا، الولايات المتحدة الأميركية، وجاء ذلك بعد  تحضيرات كبيرة عملت عليها بلدية بيت لحم مع شركائها حيث لقي المؤتمر إستحسان الجميع، ومشاركة واسعة من مؤسسات المحافظة المختلفة. وإفتححت رئيسة بلدية بيت لحم الأستاذة فيرا بابون الفترة الصباحية من المؤتمر في قصر المؤتمرات،  وقالت " نعم بيت لحم تشتاق لكم، فأنتم ملح هذه الارض، انتم ركيزة بيت لحم فكونوا لها وبها منتمين. اخوتي واخواتي الوافدين من دول المهجر المختلفة انتم هنا اصحاب بيت وارض وقضية، انتم هنا نواة لأفاق مستقبل عامر قد تشهده بيت لحم بهمتكم. بيت لحم مهما بعدتم عن كنفها هي من تجمعكم". مشيرة أن أسباب الرحيل كانت كثيرة ولكن رغم ذلك أصر المغتربون على المشاركة في المؤتمر في نسخته الأولى، مؤكدة أن هذا أكبر دليل أن بيت لحم ما زالت في قلوبهم وعقولهم، مستذكرة ما قاله الشاعر محمود درويش: "مشياً على الأقدام أو زحفاً على الأيدي نعود".

وشارك في الحفل  الصباحي  رئيسا بلديتي بيت جالا م. وليم الشاعر، وبيت ساحور هاني الحايك المشاركين في التنظيم مع بلدية بيت لحم، ووزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، ومستشار الرئيس م. زياد البندك،  بالإضافة إلى العشرات من ممثلي المؤسسات الشريكة، ومؤسسات المحافظة المختلفة. وأكد الدكتور المالكي على أهمية المؤتمر الذي يعقد لأول مرة لأقدم الجاليات الفلسطينية في الإغتراب، مشيرا أنه يشكل فرصة لإحياء الروابط والعلاقات بين المغتربين وعائلاتهم، وجذب رؤوس الأموال للإستثمار في فلسطين، وتطوير وتنمية الإقتصاد الوطني، ومن جانبه أكد الحايك في كلمته بإسم بلدية وأهالي ومؤسسات بيت ساحور أن الوطن بحاجة إلى جهود أبنائه المغتربين، داعيا إياهم ليكونوا خير البناة لمستقبل الوطن والأمناء عليه. وقال الشاعر: " إن مدينة بيت جالا والتي كانت حاضنة للعديد من السلف الصالح من أجدادكم، ترغب أن تذكركم كما روى أجدادكم أنها لا زالت رابضة على مشارف القدس الشريف، جبالها شامخة بشموخ أهلها الصامدين". وشملت الفترة الصباحية أيضا عرضا فنيا لمسرح ديار الراقص، ومحاضرة للباحث جورج الأعمى تحدث فيها عن تاريخ شارع النجمة والعائلات المغتربة، وعرضاً أخرا للباحث والمؤرخ خليل شوكة تحدث فيها عن تفاصيل تلحمية عديدة، ومن جانبه تحدث مدير مركز الدراسات العربية في جامعة تشيلي البروفيسور أوجينيو شهوان عن قصة وتاريخ الإغتراب، كما وتخلل الجلسة الإفتتاحية للمؤتر عرض أفلام وثائقية عن المدن الثلاثة.

وفي الحفل الرسمي للمؤتمر الذي إفتتحه الرئيس محمود عباس في قصر المؤتمرات والذي حمل شعار العودة إلى الجذور أكد فخامته " أن من بقي هنا عليه أن يصمد والذي في الغربة عليه أن يتواصل ويتمسك بالجذور، وهناك ملايين الفلسطينيين المغتربين في الخارج نريد أن نساهم مع بعضنا لكي نعيد بناء دولتنا فلسطين. وقال:  منذ عام 1850 بدأت هجرات أهلنا من هنا، بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، بحثا عن لقمة عيش كريمة فذهبوا إلى هناك، لكن فلسطين بقيت في قلوبهم وعقولهم، ونقلوا حب فلسطين للأجيال المتعاقبة ولم ينسوها".

وفي كلمتها وجهت بابون رسالة للمغتربين قائلة " لقد أبدعَ كل واحد فيكم في مكان اغترابِه، فأصبح الفلسطيني، كما هو عنوان اللجوء والاغتراب بسبب المُحتلّ، أصبح عنوان التفوّق على الذات وعلى الصعوبات والإبداع، فأصبحنا عنواناً للبقاء والتواجد والوجود، أينما حللنا. ومن هنا، تنبُع رسالتي للمؤتمر وللمغتربين، لقد أبدعتم هناك، ولكننا هُنا ننتظركم لإبداعٍ آخر، نحن هنا معكم ولكم وبِكم، بيوتُكم هنا، وأهلُكم هنا، في الوطن والاغتراب هناك شبابٌ قادِر ومتعلّم، لنوحّد معاً صوتهم وإبداعهم وقدراتهم لخلقِ حالة اقتصادية واجتماعية وسياسية، تدعم صمود شبابِنا في فلسطين، وتجسّر عطاء شبابكم في فلسطين. نحن معاً، صوت الفلسطيني، الصوت الذي يُضيف للعالمية والإنسانية بعِلمِه وإبداعه ومهنيته، والأهم يتضحياته الصارِخة من أجل إحقاق منظومة إنسانية في معنى العدالة والمساواة، والحقّ والحقيقة."

وشمل الحفل كلمة لرجل الأعمال القادم من تشيلي ألبيرتو قسيس والذي قال " إنها فرصة كبيرة لكل المغتربين من أبناء فلسطين للحضور وزيارة الوطن والتعرف جيدا على الأوضاع العامة وفرص الإستثمار، من خلال خلق حالة من التشبيك انطلاقا من هدف واحد وهو الإستثمار الحقيقي وهذا ما سنفعله من أجل الوطن "، بالإضافة إلى كلمة لمدير عام بنك فلسطين ورئيس مجلس إدارة البنك هاشم الشوا، حيث سرد في كلمته جانباً من مسيرة بنك فلسطين الذي تأسس في العام 1960، وقال " بأنه ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي مَرَّ بها الوطن منذ حوالي 60 عاماً، إلا أنه واصل نموه وتوسعه برؤيا واضحة، انطلق بها نحو تطوير خدمات وبرامج مصرفية وتوسع مستمر في داخل الوطن وخارجه".

وخُتم الحفل بتكريم الرئيس محمود عباس بحضور بابون لرجل الأعمال قسيس حيث جاء التكريم لدوره كإبن بيت لحم المغترب المميز.

اليوم الثاني من المؤتمر شمل جولة سياحية للمدن الثلاث، تضمنت زيارة لمواقع تاريخية ودينية مثل كنيسة المهد، ومغارة الحليب، وكنيسة حقل الرعاة، وكنيسة مار نيقولا، وكريمزان وغيرها.

وفي اليوم الثالث بدأت فعاليات المؤتمر بزيارة إلى المنطقة الصناعية في بيت لحم للتعرف على تفاصيل الإستثمار في هذه المنطقة، والتسهيلات التي ستقدم للمغتربين لتشجيعهم على الإستثمار. تلا ذلك جلسات عمل في قصر المؤتمرات بحضور العديد من الجهات الإستثمارية والإقتصادية والمؤسسات المختلفة. وخلال اليوم الثالث تم تدشين نصب I Love Bethlehem في شارع المهد بدعم من بنك فلسطين، حيث أعرب المواطنين من خلال مواقع التواصل الإجتماعي عن إعجابهم بهذا النصب الذي يشكل عنصر جذب للمواطنين من بيت لحم وخارجها والسياح.

وخُتمت فعاليات المؤتمر في جامعة بيت لحم بحضور المنظمين والشركاء ووزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والقاصد الرسولي في مدينة القدس المطران جوزيبي لازاروتو، ومدير الجامعة الأخ بيتر براي، حيث تم تكريم الشركاء. ومن جانبه أكد السيد موريس خميس أحد المشاركين في المؤتمر والقادم من تشيلي أنه في شهر 11 من العام 2017 سيعقد أول مؤتمر لأبناء الجالية الفلسطينية المغتربة في اميركا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية في دولة تشيلي، وأشار أن الجهود ستبذل من أجل الترويج لمؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم في نسخته الثانية والذي سيعقد في العام 2018.

ويذكر أن مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس وبتنظيم من بلدية بيت لحم بالتعاون مع بلديتي بيت جالا وبيت ساحور، وبالشراكة الإستراتيجية والتمويل من دولة فلسطين، وبنك فلسطين، وبالشراكة الإستراتيجية مع شركة إتحاد المقاولين/CCC، وبتمويل من مجموعة الإتصالات الفلسطينية، ومؤسسسة تطوير بيت لحم، وشركة كهرباء محافظة القدس المساهمة المحدودة، Net Tours،  George Garabedian & Co، وبمساهمة في التمويل من قصر المؤتمرات،  وبالشراكة مع وزارة الخارجية، ووزارة السياحة والآثار، ومؤسسة بيت لحم 2000، والفدرالية الفلسطينية في تشيلي، ومؤسسة بيت لحم في أميركا، وجمعية الأراضي المقدسة لوكلاء السياحة الوافدة/ HLITOA ، وغرفة تجارة وصناعة بيت لحم، و Invest Palestine، وجمعية الفنادق العربية، والمنطقة الصناعية في بيت لحم، وجامعة بيت لحم.

مباشر من ساحة المهد