بلدية بيت لحم تعقد ورشة عمل الشمولية والمواءمة في مدينة بيت لحم بالشراكة مع GIZ

2018-12-20 02:36:49
)

عقدت بلدية بيت لحم أمس ورشة عمل بالشراكة مع مؤسسة التعاون الفني الألماني GIZ في قاعة مركز السلام بعنوان " الشمولية والمواءمة في مدينة بيت لحم " ، حضرها عطوفة محافظ محافظ بيت لحم معالي الوزير كامل حميد ومدير مديرية الحكم المحلي السيد شكري ردايدة ومدير برنامج المجتمع المدني في GIZ السيد اندرياس هيرمان، كما شارك في هذه الورشة ممثلين عن نقابة المهندسين والشركات والمكاتب الهندسية بالإضافة إلى ممثلين عن الإئتلاف الفلسطيني للإعاقة ، وطاقم موظفي البلدية واعضاء من المجلس البلدي.

استهلت الورشة بكلمة ترحيبية لسعادة رئيس البلدية المحامي انطون سلمان، تلاها كلمة عطوفة محافظ بيت لحم معالي الوزير كامل حميد الذي أشاد فيها بالبعد الإنساني والقانوني والتقني لورشة العمل ، وشكر القائمين عليها، وعبر عطوفته عن سعادته لمناقشة موضوع المواءمة التي تعتبر جزءاً من المشروع الوطني إذ ستساهم في ترويج السياحة لمدينة بيت لحم بشكل يعكس ثقافة مواطنيها.

واستعرضت بعد ذلك أ. رائده حنانيا منسقة الخطة التنموية الإستراتيجية لمدينة بيت لحم المرجعية القانونية والمؤسساتية والمواثيق الدولية للمواءمة وشددت على دور الهيئات المحلية والوزارات المعنية في تطبيق هذه القوانين والأنظمة ، كما أشارت إلى أن بلدية بيت لحم من البلديات السباقة في الحفاظ على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كونها بدأت منذ سنين بمواءمة مرافقها العامة، ولكن مازال هناك الكثير لإنجازه فيما يخص مواءمة الشوارع والأرصفة، وإلزام أصحاب المباني العامة والتجارية والسكنية المتعددة الشقق وعمارات المكاتب لمواءمتها لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ باشرت البلدية منذ أشهر بتخصيص جولات ميدانية من قبل مفتشي الصحة والهندسة للكشف على المباني المخالفة من حيث المواءمة. كما أعلنت حنانيا عن قرار المجلس البلدي رقم 102 بتاريخ 5-12-2018 بتشكيل لجنة المواءمة ، إذ يعكس هذا القرار إرادة المجلس البلدي في تحقيق هدف استراتيجي هام في هذه المرحلة وهو جعل مدينة بيت لحم مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة. وأوضحت أنه قد تم اشراك ممثلين عن مؤسسات تعنى باحتياجات ذوي الإعاقة في عملية التخطيط الإستراتيجي لمدينة بيت لحم ، وعضويتهم في فريق التخطيط الأساسي والمتابعة والتقييم، الأمر الذي نتج عنه انبثاق قضايا تنموية عديدة في مجال المواءمة تضمنتها خطة المدينة التنموية  الإستراتيجية للأعوام 2018 - 2021.

ومن جانبه شكر السيد أندرياس هيرمان مدير برنامج المجتمع المدني في GIZ المجلس البلدي لاهتمامه بمعالجة قضايا المواءمة في مدينة بيت لحم من خلال تشكيل لجنة المواءمة، وأبدى استعداده لبناء شراكة فاعلة تهدف إلى تبادل الخبرات لمواءمة المرافق العامة والشوارع بحسب المواصفات العالمية.  وأعرب عن سروره لتوفر البيئة القانونية لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة واهتمام المؤسسات ذات العلاقة لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الفئة المهمشة، كما أبدى تقديره لإشراكهم في عملية التخطيط الإستراتيجي للمدينة كونهم الأدرى باحتياجاتهم فيما يخص المواءمة.

كما قام رئيس لجنة فرع بيت لحم في نقابة المهندسين م. عصام قمصية بعرض المواصفات والمقاييس اللازمة بحسب دليل متطلبات تصميم الأبنية وفق الإحتياجات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة الذي أصدرته النقابة، وقد تعهد بالالتزام  اعتماد هذه مواصفات الدليل الخاصة بالمواءمة كمتطلب في عملية التدقيق على مخططات البناء من قبل النقابة ابتداءاً من عام 2019.

هذا ومن جانب آخر استعرض السيد عوض عبيات ممثل عن الإئتلاف الفلسطيني للإعاقة، الصعوبات والتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة كونهم الفئة الأكثر تهميشاً واقصاءاً ، واعتبر قضيتهم بأنها قضية تنموية على كافة الأطراف تحمل مسؤولية تحسين وضعهم بعمل مواءمة تشمل جميع الإعاقات: الحركية والبصرية والسمعية والذهنية. وأفاد إن الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني لم يحصلوا على معظم الحقوق التي أقرت لهم عبر لوائح قانونية وتشريعات مختلفة ، ولم يتم استيعاب قضاياهم بالشكل المطلوب. وقد طالب بضرورة مخالفة المواطنين الغير ملتزمين بمتطلبات المواءمة وعدم الإكتفاء فقط بتغريمهم بل ايجاد الحلول والبدائل لتحقيق المواءمة في المدينة لتشمل أيضاً البلدة القديمة والمواقع الأثرية والتاريخية.

وفي ذات السياق ، قدم مقرر لجنة التنظيم م. جودة مرقص شرحاً حول آلية تقديم رخص البناء للبلدية من قبل المواطنين، وسلط الضوء على مادة رقم 94 في نظام الأبنية والتنظيم للهيئات المحلية لعام 2011 والتي مفادها " يجب مواءمة وتهيئة المباني العامة والمباني التجارية والمباني السكنية المتعددة الشقق وعمارات المكاتب يتناسب مع ذوي الإحتياجات الخاصة ضمن مداخلها وممراتها حسب المواصفات التي تقررها اللجنة المختصة " ، وأوضح مرقص أن البلدية تتحمل جزءاً من المسؤولية مع نقابة المهندسين لضبط الأبنية المخالفة لمواصفات المواءمة، وتعهد بدوره أنه مع بداية عام 2019 لن يتم ترخيص أي مبنى غير مطابق للشروط والمواصفات بحسب النظام.

من ناحية أخرى استعرض مقرر لجنة التخطيط الإستراتيجي والمشاريع السيد داوود صلاحات المرافق التابعة للبلدية والتي تم مواءمتها حسب الأصول سابقاً وحالياً، كما نوه إلى قائمة المشاريع المنوي تنفيذها خلال العام 2019، والتي سيتم اعتماد مواصفات المواءمة وأخذها بعين الإعتبار أثناء تصميمها والإشراف على تنفيذها.

هذا وقد استعرض عضو المجلس البلدي عن لجنة المواءمة السيد عامر الكامل واقع الحال في مدينة بيت لحم وما ينقصها لتحقيق المواءمة، واقترح بدوره آليات التنفيذ الواجب اتباعها لتحسين هذا الواقع وتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الوصول الى المرافق والمباني والعامة التي تقدم الخدمات والدخول اليها واستعمالها والخروج منها بسهولة وحرية واستقلالية وأمان.

وفي ختام ورشة العمل ناقش المشاركون المقترحات والتوصيات الواجب تبنيها من كافة الأطراف والعمل بها لتحقيق المواءمة وهي كما يلي:

•         عمل دراسة تقييمية لمرافق البلدية ، وعدد من المرافق العامة والأرصفة في مدينة بيت لحم لمعرفة مدى مواءمتها لاستخدام ذوي الإعاقة، لدمجهم بشكل أكبر وأسهل في جميع خدمات البلدية وفعالياتها.

•         وضع خطة خاصة لإدارة عملية المواءمة من اجل اعادة تأهيل المرافق والمباني العامة ، الشوارع والأرصفة لتوفير المواءمة البيئية بما يتلاءم واحتياجات الاشخاص ذوي الاعاقة.

•         وضع قضايا الإعاقة على سلم أولويات بلدية بيت لحم وتوفير مخصصات في الموازنة المالية للمواءمة تحديداً ودراسة امكانية وضع بند دائم في الموازنة العامة لمواءمة الاماكن العامة لذوي الاعاقة.

•         وجوب الالتزام بتطبيق قانون المعاقين رقم 4 لسنة 1999 الخاص بالمواءمة البيئية لاستخدامات الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال تولي كافة المؤسسات ذات العلاقة مهامها في تطبيق ذلك القانون.

•         رفض ترخيص أي مخططات هندسية مقدمة للبلديات ما لم تستوف المعايير الهندسية التي تستجيب لاحتياجات المعاقين وفرض غرامات كبيرة على كل من يخالف ذلك والزامهم بالمواءمة

مباشر من ساحة المهد