الحرف والصناعات اليدوية

2014-11-27 05:57:11

إن صناعة الأراضي المقدسة تتمثل بصناعة الصدف وخشب الزيتون والتطريز، ارتبطت المواضيع الفنية لهذه الصناعة بالحياة الروحية في مدينة بيت لحم، فتجد مجسمات الكنائس والجوامع واللوحات الدينية التعبيرية المصنوعة من الصدف أو خشب الزيتون، إلا أن هذه الصناعة تأثرت بظروف الاحتلال والظروف السياسية غير المستقرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام من صدف وخشب زيتون، عدم توفر الأيدي العاملة وانخفاض كميات التصدير.
وصناعة الصدف في بيت لحم تكاد لا تخلو من الإبداع والدقة في كل قطعة يتم تصنيعها، وتحمل كل قطعة معنى روحيا مختلفا يمثل مدينة بيت لحم وأهميتها الدينية والتاريخية، فنجد مجسمات لكنيسة المهد والكنيسة القيامة والمسجد الأقصى بالإضافة إلى تصفيح الكتب الدينية وغير ذلك من اللوحات والصناديق المزخرفة والتي تحمل قيمة فنية عالية. وتتحكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمواد الخام ومصادرها وأسعارها ونوعيتها.
أما عن صناعة خشب الزيتون فتتنوع من ناحية اللوحات الفنية والإبداع الشعبي، وتباينت القطع الفنية في أحجامها ومواضيعها الفنية، فقد أجادوا صناعة الصلبان والمسابح والتماثيل الدينية. وكانت هذه الصناعة تعتمد بشكل أساسي على الخشب المحلي سابقا. أما حاليا فيتم استيراد خشب الزيتون من الخارج مما يزيد من تكاليف الإنتاج.
كما أجاد البعض صنع الصحون والفناجين والمزهريات، والتماثيل، من حجر النبي موسى، وهو حجر كلسي مشبع بمواد بترولية يتم جلبه من حول مقام النبي موسى الواقع على يمين الطريق بين القدس وأريحا، حيث يصقل ويزخرف. كما ودخلت حديثا صناعة التحف من الطرق على النحاس، وأخذت تنتشر بشكل واسع نسبيا.
ولقد مارست الأمهات والبنات مهنة التطريز على الثوب التلحمي المعروف بجماله وألوانه المختلفة، والمصنوع من الحرير والمخمل. وفي ظروف الاحتلال والتهديد الحضاري الذي يواجه الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، شهدت السنوات الأخيرة عودة متأصلة للتراث والتقاليد بما فيها التطريز، خصوصا وأن السلطات الصهيونية حاولت سرقة هذا الفن الرفيع لتقوم بترويجه في العالم وكأنه جزء من تراثها هي. كما أجادت صنع السلال والأطباق من القش. كما أجادت المرأة التلحمية مهنة التخريص، وهي وضع حبات الصدف أو عجم حب الزيتون على سلك معدني لعمل مسبحة للصلاة، واضعين عليها صليبا معدنيا من الصدف أو من الخشب نفسه.

 

مباشر من ساحة المهد